إلى: كافة ممثلي المجتمع المدني موريتانيا – –

الموضوع: التحديات البيئية في إينشيري.
سيداتي، سادتي، ممثلي المجتمع المدني؛
نظرا للوضعية البيئية الخاصة التي تطبع ولاية إينشيري، والناجمة عن الخطورة، والتحدي البيئي الفعلي، كملازمة طبيعية للتنقيب، واستخراج المعادن، وحفر المقالع؛ مما يشكل تحديا بيئيا ماثلا ودائما؛
ونظرا لما طبع هذا الموضوع في الفترات السابقة من تغاضي وقلة تعامل بدرجة الحزم العالية التي يتطلبها؛
ونظرا لما نجم عن ذلك التغاضي من قلة تحسيس وإدراك للمواطن في إينشيري لخطورة الوضع البيئي في الولاية؛
فإننا في المجلس الجهوي المنبثق عن الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وفي إطار تحملنا لكامل المسؤوليات المنوطة بنا كمعنيين قانونيا، في المقام الأول بهذا الموضوع الحساس؛ وبإجماع وتنسيق كامل مع كافة منتخبي الولاية، من برلمانيين وعمد، مع تثمين كامل منا للدور الهام الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في إينشيري، والتي نعول عليها كثيرا في هذا الإطار؛ فإننا:
نخبر الجميع، من مواطنين وأجانب، أفرادا ومؤسسات، أننا ومنذ شهرين قد عكفنا على إعداد برنامج تنموي جهوي شامل، احتلت فيه البيئة وتحدياتها، أولى الأولويات، في خطتنا التنموية، وفي صدارة محاورها الاستراتيجية، وكذا على مستوى المشاريع ذات الأولوية؛ التي تأتي في مقدمتها الحملة البيئية الدائمة.
ولن يشرع في التطبيق الفعلي لكافة جوانب الحملة المذكورة، إلا بعد تنظيم المجلس الجهوي لإينشيري لأيام تشاورية، بالتنسيق مع السلطات الإدارية والمحلية، تكون ضمانا لإشراك جميع الأطراف، في بلورة وصياغة خطة عملية محددّة المعالم، ودقيقة التنفيذ؛ نابعة من مخططنا التنموي الجهوي، ومدعومة بالإجماع.
وهكذا، فإن خطتنا القاضية بتنظيم ” حملة بيئية دائمة “، تحتل المقام الأول في برامجنا؛ وهي حملة كبرى، تشمل شقا تحسيسيا، إضافة إلى جوانب أخرى، كالبحث والرقابة، والمتابعة في مجال الحفاظ على البيئة؛ كما أنها حملة شاملة، ومستمرة، بحول الله؛ على مدى الفترة الزمنية لعهدتنا الانتخابية.
وذلك في تناغم تام مع ما توليه الحكومة الموريتانية، برئاسة معالي الوزير الأول، السيد محمد ولد بلال مسعود، لهذا الموضوع، من عناية فائقة.
لذا، نطلب من جميع المؤسسات المعدنية العاملة على تراب الجهة، التفاعل الإيجابي معنا في هذه الحملة، مع تثميننا لما يقومون به من جهود في الوفاء بالتزاماتهم المتعلقة بالبيئة، والتي نطمح إلى الرفع من مستواها ونجاعتها؛ عبر التزام كل الأطراف المعنية، بالإيجابية في التعامل، وما تقتضيه من استعداد لعمل مشترك شفاف ونزيه، نريده قطيعة مع الماضي، عبر التطبيق الصارم والدقيق لمدونة البيئة، وقانون المعادن الموريتاني؛ بحيث يكون هدفنا المشترك، جميعا، هو الحفاظ على المصلحة العليا للوطن والمواطنين؛ لحفظ أرواحهم، وصحتهم، ومستقبل أبنائهم، وأجيالهم القادمة؛ الذين لهم الحق الكامل، والمتعارف عليه دوليا، في أن يرثوا بيئة سليمة.
كما نهيب بجميع المواطنين، من ساكنة إينشيري، على امتداد أرضها، أينما كانوا، وحيثما حلوا وارتحلوا، أن يضعوا نصب أعينهم حماية بيئتهم المهددة تهديدا حقيقيا؛ وأن يعوا الموضوع الوعي اللازم، ويولوه ما يستحق من العناية والاهتمام، وذلك عبر التجاوب التام، والمساندة الكاملة لمنتخبيهم، ولمجلسهم الجهوي، في حملته الدائمة هذه.
والله ولي التوفيق.
ختاما، تفضلوا، سيداتي، سادتي؛ بقبول أصدق تعابير تقديرنا واحترامنا الفائق.
رئيس المجلس الجهوي لإينشيري
الشيخ ماء العينين اعبيدي الغرابي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى